Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

« Camus sur Hiroshima | Page d'accueil | Olivier Roy et le djihad »

dimanche, 06 décembre 2015

Edwar al-Kharrat, inédit

حوار أدبي مع الروائي المصري

إدوارد خراط

صاحب "حيطان عالية"

أجرى الحوار: محمد الرفرافي

تونس، مؤتمر الأدباء العرب، 1973

Edward Kharrat.jpg إدوارد خراط قصاص مصري، خريج حقوق من جامعة الإسكندرية، يعمل كأمين عام مساعد في منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية وأمين عام مساعد لاتحاد الكتاب الأفروآسيويين ونائب رئيس تحرير مجلة "لوتس".

لهذا الأديب مجموعتان قصصيتان: 

- حيطان عالية، صدرت سنة 1958

- ساعات الكبرياء، صدرت سنة 1973

كما ترجم 40 كتابا غرْبيا.

في لقاء مع الأدبي المصري أثناء فعاليات مؤتمر الأدباء العرب في دورة تونس 1973، سألته عن الخلفية الفكرية لجيل المثقفين الجدد في مصر فأجابني الخراط:

-"يمكن للمرء أن يتلمس بدايات هذا الجيل الذي نطلق عليه جيل الشباب أو موجة الأدب الشاب منذ ستينات هذا القرن وهو بطبيعة الحال نتاج الظروف الاجتماعية والسياسية والحضارية بصفة عامة التي بلغت ذروتها في تلك الحقبة التي تتسم بقدر كبير من التعقيد والكثافة بحيث نكتفي بمجرد الإيماء إلى مقوماتها في تطور الوضع العربي بصفة عامة وليس بحاجة إلى تعريف. ولكن المهم على الصعيد الأدبي والجدير بالتخصيص نوعا ما هو أن هذا الجيل ينحدر من أصلاب جيل الواقعية الأول الذي يقف في قمتها نجيب محفوظ ويوسف إدريس ومحمد شكري عياد وغيرهم... ولكنه في الوقت نفسه تطور ونمو يحمل بذرة الأصل وثمرة النقيض في وقت ما لهذا الجيل بمعنى أنه وإن كان قد استقى من التراث الأدبي بأعراقه البعيدة والقريبة على السواء، إلا أنه يدخل عليها تجديدا هاما. فهو يضم إليها أيضا ما تمثله من المناخ الحضاري العالمي كله ومن انعكاسات وإضافات الأدب والفكر العربي والى هذا المناخ الذي يجمع بين الواقعية واللاواقعية ويؤمن بالمؤثرات الاجتماعية لكنه يطمع إلى ماورائها في داخل الإنسان ذاته وغني عن القول بالطبع أنه لا يمكن الفصل بين الداخل والخارج في نهاية الأمر وأن الحاجز بين الذاتي والموضوعي حاجز وهمي بل عله حاجز من صنع منطلق رجعي وفي هذا السياق يمكن أن نجد تأثيرات لكتاب مثل "فرانز كافكا" و"فرجينيا وولف" و"جيمس جويس" في مرحلة ثم كتاب مثل "سارتر" و"كامو" في مرحلة أخرى ولكتاب مثل "آلان روب-غرييه" و"ميشال بيتور" و"ناتالي ساروت" في مرحلة أخيرة بالإضافة إلى نظريات وآراء منظرين مثل "جروج لوكاتش" و"ارنست فيشر". هذا المناخ كله بما يجيش في تيارات متضادة ومتكاملة كان له أثره المباشر أحيانا وغير المباشر أحيانا أخرى على هذا الجيل من الكتاب ولكننا في هذا السياق لا يمكن أن نغفل صدمة الواقع الذي عاشه ويعيشه هذا الجيل وردود فعلهم الذاتية بإزائه وانشقاقهم عنه وتمردهم عليه وارتباطهم به سلبا وإيجابا فعلا وتفاعلا"

سألته عن الوجوه الأدبية الجديدة الواعدة في مصر، فقال الخراط:

-" ليس من الغريب على القارئ أسماء مثل سليمان فياض وأبو المعاطي أبو النجا في جيل المتوسط ثم أسماء من الجيل الجديد مثل عبد الحكيم قاسم وإبراهيم أصلاف ويحيى الطاهر عبد الله وجمال الغيطاني وغيرهم.. بالإضافة إلى جيل سابق على هؤلاء وأظنهم ما زالوا يسهمون بالجديد شكلا ومضمونا."

سألته: ما هي الهموم الفنية والتاريخية التي تواجهك في تجربتك الكتابية؟

فأجابني الخراط:

- " منذ الخمسينات عندما بدأتُ مغامرة كتابة "حيطان عالية" وأظن أنه يحق لي في النهاية أن أسميها مغامرة كما يتضح لك وجدت نفسي مدفوعا بحس جاد بالتطور بل التثوير المستمر الذي نجتازه جميعا في هذه الحقبة على الصعيد الحضاري المركب وبالأخص منه الصعيد الأدبي وجدت عملي يواجه سلسلة متشابكة من المشاكل منها مشكلة اللغة ثم مشكلة البنيان الفني ثم مشكلة الحس المعاصر ثم مشكلة الخلفية والركيزة الاجتماعية أي إذا شئنا التعبير بقدر كبير حدا من التبسيط: مشكلة الوعي الداخلي والعالم الخارجي. وكان محور هذه المشكلة هو العثور على الصيغة التي تجد نوعا من التناسق الحرج الذي لا ينتهي أبدا إلى الاستقرار بين شقي هذه المعادلة ولنقل من البداية أنه لم يكن عندي ثمة بحث متعمد وعقلاني صرف كما أنه لم يكن عندي انسياق عفوي وسلبي لضغوط شقي المعادلة أي أن عملية الخلق الفني كانت عملية تلقائية تتكشف في سياق الخلق نفسه فتتبدى لها يقينية ما كأنها كانت قائمة منذ البداية، ولنعد الى البداية فنمس عنصر اللغة كان علي بالتزام نابع من عشق موله باللغة العربية أن أعيد اكتشافها لنفسي وأن أطوعها بحساسيتي التي أظل آمل طيلة الوقت أنها أيضا حساسية عصري أو جزء إليها تلك البراءة والجدة والكثافة مع احتفاظها بعراقتها ومن المفهوم بالطبع أن اللغة ليست أداة و لا سيدا وأنها أيضا لا يمكن فصلها عما تحمله في داخلها وتضيف إليه تنقله وتخلقه من رؤى وأبعاد ولا يمكن اقتطاعها عن كُلٍّ فني تتظاهر فيه وتنصهر عناصر شتى. فإذا جئنا إلى مشكلة البنيان كان من الواضح عندي أنه لا الأبنية التي عرفت بالواقعية. دعك بالطبع من الأبنية الكلاسيكية والرومانسية التي مرّ بها أدبنا القصصي في مراحل مراهقته و لا الأبنية التجريدية كانت تفي بما أريد أن أقول، بما يدعني إلى القول به كان علي أن أجد صيغة البنيان الذي يمتزج فيه الحلم بالواقع وصخر العالم الخارجي بهلامية وتدفق وسيولة العالم الداخلي بين ثبات المطلق والهروب المتصل للنسبي بين الزمن واللازمن، الوعي واللاوعي، صمت الطبيعة الميتافيزيقي وصرخة الوجه الإنساني. ومن ثم كانت مغامرتي في تكسير الأطر المألوفة في البنيان القصصي بحيث تكون قصتي أيضا هي قصتي وقصة مصر والعرب والحضارة التي أعيشها في وقت معا. هذا كما ترى مشروع طموح جدا لا أعرف إلى أي مدى ذهبت إلى تقصي أركانه ولكنني أعرف أنني أواصل دون وهن المضي في طريق لا غاية له بمعنى أني لا أعرف أين تقع غايتي. هذا كله ولم يغب عن ناظري ولا عن وعيي لحظة واحدة واقعنا التاريخي، بما يحتشد فيه من مرارة وانسحاق وما يجيش به في وقت واحد من هزات مخاض عنيف ومجيد."

لقاء أجراه: محمد الرفرافي/ تونس، 1973

إدوار الخراط من مواليد 1926، توفي مؤخرا في 1/12/2015

RAFRAFI

20:04 Publié dans Art, En arabe, Pensée | Lien permanent | Commentaires (0) |  Facebook | |