Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

samedi, 25 juin 2016

Une Europe d'hier..

أعادني السؤال الأوروبي المُثار بعد استفتاء الخروج البريطاني من أوروبا مؤخرا، إلى استحضار رؤية لكيانٍ أوروبي مغايرة لِما هو سائد، كان قد طرحها تيّارٌ يمثّله مثقّفون أوروبيون شباب، نُعتوا آنذاك بالقوميين الثوريين وأسموْا أنفسهم القوميون التحرّريون، وكنت التقيت بخمسة منهم قبل ثلاثة عقود في مدينة مونص البلجيكية وهم: الألمانيَان زيغفريد بوبليس وكارل أوفكس، والفرنسيَان غيوم فاي وفيليب دونزال، والبلجيكي روبير ستوكار.

وجدتُ أن رؤية هؤلاء لأوروبا (وكانت ألمانيا لا تزال آنذاك مقسمة) ليست معارضة لما فرضته معاهدة وسيتفاليا فقط، بل أيضا معارضة لما فرضته الحرب الباردة لاحقا، هذا عدا تصوّرهم للكيان العربي، وهو تصوّر خالٍ من عقلية المركزية الأوروبية؛ وبالتالي الاطلاع على ما فكّر فيه هذا التيار الذي لم يتحوّل في ما بعد إلى قوة سياسية فاعلة ولكنه أثّر ربّما على تيارات أوروبية أخرى، قد يساعدنا اليوم على فهم موقف الأوروبيين من أوروبا ومن جيرانها، وأولهم العرب، وخاصة على ضوء الخروج البريطاني وردود الفعل التي أثارها. لهذا ارتأيت أن أنقل إليكم هنا (تسهيلا لقراءته) حِواري مع الألمانييْن المنشور في مجلة الموقف العربي الصادرة في قبرص والذي أجريته مع كليهما في وقت واحد وكان ذلك بحضور البلجيكي الذي ساعدني مشكورا على نقل كلامهما إلى الفرنسية:

-----------

interview_avec_allemands_rec.jpg

النموذجان الأمريكي والسوفياتي لا يصلحان لأوروبا والعرب

التحول العميق في سياق التاريخ، عادة ما يسبقه فكر يمهد له المسار. هكذا كان الحال مثلا بالنسبة للثورات البرجوازية الأوروبية التي سبقتها أفكار ونظريات كانت لها بمثابة الدليل والمنطلق. واليوم وبعد أن استهلكت أوروبا نظرياتها البرجوازية الكلاسيكية، لتدخل، بدءا من القرن التاسع عشر، عصر الإيديولوجيات "العلمية" والميتافيزيقية، ثم لتعيش بعد ذلك حروبها القومية الشوفينية فوق أراضيها، وحروبها الاستعمارية في أراضي ما وراء البحار، وبعد أن بدأت تدب في أوصالها الشيخوخة في ظل تنامي العملاقين، إلى حد أن "ترملت" فكريا وانكمشت حضاريا وانشطرت جغراسياسيا... بدأت "القارة العجوز" - كما صارت تسمى- تبحث عن الترياق الذي قد يعيد لها شبابها وحيويتها "النهضوية".

ليست "عودة الوعي" اليميني المتطرف التي برزت في السنين الأخيرة هي التعبير الحقيقي عن هذه "النوستالجيا" الأوروبية. ذلك لأن قادة هذا اليمين، ليسوا في الواقع سوى عناصر من "سقط متاع" الحروب الكولونيالية، الذين يريدون اليوم أن يجعلوا من المهاجرين العرب "كبش فداء" لهزائمهم في ما وراء البحار. ثم إن هذا اليمين "المتفشست" ليس أوروبيا بقدر ما هو "أطلسيا" فكرا وسياسة وإستراتيجية، وبالتالي فهو لا يمثل العمق الإنساني لأوروبا النهضة.

والنوستالجيا الأوروبية التي نتحدث عنها والتي تسعى إلى بعث أوروبا من أنقاض دمارها الروحي، والتي ترى في العرب حلفاء تاريخيين وحضاريين وليسوا أعداء مخيفين وحوشا... هذه النوستالجيا هي الرصيد الذي يحمله اليوم بعض شباب أوروبا الذين تشربوا أولا التراث العريق لحضارات شعوب المتوسط، بدءا من اليونان ثم الرومان فالعرب.. هذه الينابيع المعرفية جعلتهم يرون مستقبل العالم بعين مختلفة ويرون خلاص أوروبا في تخلصها من "بلقنتها" الإثنية و"قبرصتها" اليالطوية، وفي تحالفها مع العرب ضحايا "سايكس بيكو" و"بلفور" وغير ذلك من صفقات الغرب السرية.

"زيغفريد بوبليس" و" كارل أوفكس"، شابان من ألمانيا الغربية، الأول محامي وباعث مجلة "فيرسالبسيت" ومؤسس دار نشر، والثاني زميله في نفس المجلة، وأستاذ فلسفة وعلوم سياسية ومؤلف كتب تعليمية في هذين المجالين وأيضاً في مجال الأدب اليوناني واللاتيني.. هذان الشابان يمثلان تيارا قوميا جديدا في ألمانيا، يلتقي في خطوطه العريضة مع تيار مشابه له في فرنسا يمثله غيوم فاي وفيليب دونزال وآخر في بلجيكا ويمثله روبرت ستوكار.. وكلها تيارات تلتقي حول هدف واحد وهو خلاص أوروبا ووحدتها وتحالفها مع وحدة العرب.

"الموقف العربي" التقت بوبليس وأوفكس في بلحيكا حيث شاركا في مؤتمر "مونص" حول وضع المثقفين والعمال العرب المهاجرين في أوروبا، وقد أجرت حوارا واحدا مع الاثنين لكونهما يحملان نفس الرؤيا وينتميان إلى نفس التيار.

قومية لا شوفينية

*الموقف العربي: خلال تعارفنا في أول الأمر قلتما لي بأنكما من القوميين الألمان وعندما نقول قومية ألمانية فإنه سرعان ما يقفز إلى الذهن تلك القومية التي صنعت حربا عالمية ثانية..

-"بوبليس" و"أوفكس": هناك موروث في القومية الألمانية لسنا من أنصاره، وهو الشوفينة. هذا الموروث يعود إلى حقيقة تاريخية وهي أن الأمة الألمانية كأمة موحدة لم تتحقق إلا متأخرة، أي بعد أن تحققت وحدة شعوب أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا. وبسبب هذا التأخر في الوعي بالقومية الألمانية وفي خلق أمة ألمانية موحدة، شاهدنا ظهور نزعة متجذرة ومتشنجة للقومية الألمانية، أخذت شكلا شوفينيا. والشيء الذي نسعى اليوم إلى تأكيده هو أن القومية الني نؤمن بها نحن هي تلك التي لها بعد تحرري وانعتاقي. نريد أن نبرهن على أن القومية هي إيديولوجية من شأنها أن تتيح لنا ضمنيا فرصة النضال ضد هيمنة القوى العظمى. إنها إيديولوجية طبيعية للشعوب المقهورة والمهيمن عليها. هذه القومية التي نحن من أنصارها هي تلك التي تمد يدها إلى الشعوب الأخرى والتي لا تريد أن نقف حجر عثرة أمام إرادة هذه الشعوب. إنها قومية تضامن وتحرر، ونحن نعتبرها مبدءا صالحا لكل الشعوب في الأرض.. إذن فهدفنا هو أن نؤكد على اختلافنا مع أنصار "القومية" التي تسعى إلى تقديم الألمان كشعب متفوق على شعوب الأرض.

*الموقف العربي: هذه القومية التحررية هل تخص ما يسمى سابقا "بروسيا" أي ألمانيا ومعها النمسا، أم فقط ألمانيا بدولتيها الغربية والشرقية؟

-"بوبليس" و"أوفكس": نحن ننطلق وحسب التفريق الإبستمولوجي، من مبدأ القومية بمعناها الألماني الذي يختلف جوهريا عن معناه الفرنسي واللاتيني عموما. القومية الألمانية التي ندافع عنها تنطلق من الصفة الإثنية لمفهوم كلمة شعب. وهذا يؤدي عمليا إلى كوننا نعتبر الشعب الألماني كمجموعة إثنية هو أساس قوميتنا، وبالتالي فهو يشمل سكان النمسا ومنطقة جنوب "تيرول" التي تضمها ايطاليا حاليا. إذن فقوميتنا تتضمن نقدا للوضع القائم حاليا، أي إننا لا نعترف بالحدود القائمة اليوم، ونأمل في تعديل تقسيم أوروبا على قاعدة الحدود الحقيقية أي الحدود الإثنية.

لا يمكننا أن ننطلق من المبدأ الذي يقول بأن الحائط، أو الستار الحديدي، الذي يقسم حاليا الأمة الألمانية إلى قسمين هو حدود طبيعية. نحن لا يمكن أن نعترف بهذا الوضع، وبالتالي فإننا لا نقبل بالوضع القائم منذ يالطا. ذلك أن تجاوز الوضع اليالطوي ليس له دلالة بالنسبة للشعب الألماني فقط وإنما أيضاً بالنسبة للعالم كله. هذا التجاوز هو عامل سلام، لأنه تجاوز للمواجهة بين المعسكرين. أن نتجاوز يالطا يعني أن نحقق السلام في نظرنا. والناس خارج ألمانيا، سواء في أوروبا أو في غيرها، لا ينتبهون إلى أن ألمانيا بعد 40 سنة من الحرب الثانية لا تزال تحتلها قوات أجنبية من الشرق والغرب. لا أحد يعرف مثلا أنه في مدينة برلين كعاصمة سابقة للدولة الألمانية، لا تزال سلطة القرار في يد قيادة الحلفاء.

إن وضع الاحتلال الذي تعيشه ألمانيا، هو قضية هامة بالنسبة للعالم كله، ذلك لأن ألمانيا اليوم، تحتوي على أكبر كمية من الأسلحة النووية والتقليدية في العالم. وبالتالي فإن ألمانيا هي عرضة اليوم لأن تكون ساحة مواجهة عالمية وبالتالي عرضة للزوال من الخريطة الأوروبية، وبديهي أن هذا الوضع قد يتسبب وحده في اندلاع حرب..

تنظيم الوعي الشعبي

*الموقف العربي: هل هناك احتمال لأن يتحول تياركم إلى تنظيم سياسي؟

-"بوبليس" و"أوفكس": يتمثل عملنا السياسي أولا في تنظيم الوعي الشعبي وإعطائه هيكلا. وأيضاً في توعية الشعب بالوضع الذي تعيشه ألمانيا، والمتمثل أساسا في "التقطيع"، أي تقسيم البلد إلى دويلات. إن العمل من أجل تنظيم سياسي ليس ممكنا إلا بعد أن يتجاوز الشعب درجة ضرورية من الوعي. وهذا لم يتحقق حتى اليوم. وتجدر الإضافة إلى أن الاستعمار الذهني والروحي الذي يعانيه الشعب الألماني إنما يتم بشكل بارع، شرقا وغربا. والمبدأ الأساسي في عملنا السياسي هو النضال ضد هذا النوع من الاستعمار والقضاء عليه، وخصوصا إقناع سكان ألمانيا الغربية بأن عقولهم المستعمرة (بفتح الميم) تجعلهم يخضعون للامبريالية الأمريكية. وعندما يصل عدد معين من سكان ألمانيا الغربية إلى الوعي بكونه مستعمرا (بفتح الميم) فكريا.. آنذاك يصير من الممكن التفكير في إنشاء تنظيم سياسي للنضال ضد الامبريالية.

*الموقف العربي: هل هناك تسمية محددة تطلقونها على أنفسكم؟

-"بوبليس" و"أوفكس": نسمي أنفسنا "قوميين تحرريين" لأننا مع قومية التحرر والانعتاق، وسائل الإعلام الألمانية تصنفنا بالقوميين الثوريين، أي أننا قوميون يستعملون المسألة القومية لتغيير بنية مجتمع ألمانيا الغربية راديكاليا. وسائل الإعلام هذه تعتبرنا ثوريين لأننا نريد استعمال المسألة القومية في أفق ثوري لتغيير الأبنية الاجتماعية في ألمانيا وأوروبا. وبديهي أن هذه التسمية ليست خاطئة، فنحن نعترف بأن القومية كايدولوجيا إنما تنطلق أساسا من مبدأ ثوري.

*الموقف العربي: كيف تنظرون إلى حركة "الخضر" في بلدكم؟

-"بوبليس" و"أوفكس": لدينا نقاط تلاقي عديدة مع "الخضر" ومن ذلك مثلا الإيمان بالديمقراطية القاعدية وبضرورة حماية الطبيعة. إلا أننا لا نتفق معهم في تقديم قضية الطبيعة على قضية الوطن. ألمانيا بالنسبة إليهم تأتي في الدرجة الثانية بعد الطبيعة، وهذا موقف رومانسي لسنا من أنصاره..

*الموقف العربي: إذن أنتم مع ألمانيا قبل طبيعتها؟

-"بوبليس" و"أوفكس": لا هذه قبل تلك ولا العكس أيضا.. حماية الاثنين في وقت واحد، ذلك هو أحد أهدافنا.

*الموقف العربي: هناك رأي يقول بأن عودة اليمين المتطرف إلى أوروبا تعود بالأساس إلى فشل التعايش ببن العملاقين، هل يمكن أن ينطبق هذا على تياركم؟

-"بوبليس" و"أوفكس": الحديث عن يمين متطرف في ألمانيا هو في الواقع حديث عن مصطلح غير موجود بنفس الشكل الموجود عليه في فرنسا أو ايطاليا. فظاهرة لوبان في فرنسا هي ظاهرة تبحث عن إعادة ترتيب وضع فرنسا داخل الحلف الأطلسي، في حين أن "الأمركة" أو الموالاة لأمريكا هي أمر يخص حلقات صغيرة داخل الحزب الديمقراطي المسيحي والتي منها حلقة "تسي. دي. أو" وحلقة " سي. اي. سو" بزعامة شتراوس في مقاطعة بافاريا. هذه الحلقات هي التي تساند أمريكا الريغانية وسياستها المعادية للسوفيات. وبالمقابل فان الحلقات القومية التي تدخل في إطار قومية التحرر وهي موزعة بين حلقات يسارية، والتي نحن منها، وحلقات تتبنى مبادئ نخبوية أو عنصرية ذات الإيديولوجية المحسوبة عموما على اليمين.. هذه الحلقات كلها هي ضد الوجود الأجنبي وهي تريد حماية الشعب الألماني من كارثة كونية ومن الخطر النووي والخراب عبر حرب عالمية ثالثة.

ظاهرة لوبان

*الموقف العربي: ألا يوجد في ألمانيا الغربية تنظيم ضد المهاجرين، على غرار "الجبهة الوطنية" التي أنجبتها الظاهرة اللوبانية في فرنسا؟

-"بوبليس" و"أوفكس": لا نعتقد بأنه يمكن الحديث عن ظاهرة "لوبانية" في ألمانيا.. ولا عن تنظيم سياسي يشبه "الجبهة الوطنية".. هناك، كما في بقية بلدان أوروبا ظاهرة ما يسمى "كراهية الأجنبي". هذه الظاهرة نجدها ممثلة داخل كل الأحزاب التقليدية في ألمانيا. وتحديدا في شخصيات سياسية داخل حلقات مثل "تسي. دي. أو" و"تسي. إي. سو" اللتين تحدثنا عنهما. وتستغل هذه الشخصيات مسألة "كراهية الأجنبي" بهدف اكتساب مزيد من الأصوات خلال بعض الانتخابات. هناك مع ذلك بعض التجمعات السياسية الصغيرة يمكن تشبيهها بجبهة لوبان لكن ليس لها وزن يذكر..

*الموقف العربي: كيف ترون الوطن العربي وكيف تتصورون مستقبل علاقات العرب بألمانيا الموحدة التي تطمحون إليها؟

-"بوبليس" و"أوفكس": الوطن العربي مثل الوطن الألماني، وطن مجزأ وخاضع لهيمنة القوى الأجنبية. وهذا يكفي لكي يجعل العرب والألمان يقفون في خندق واحد. ونود أن نقول، بالنسبة للقضية الفلسطينية مثلا، بأن تضامننا مع أصحاب هذه القضية، ليس وليد موقف مبدئي فحسب وإنما أيضاً وليد تجربة تاريخية. في عهد هتلر وقف الألمان ضد يهود أوروبا. وتولد لديهم بعد ذلك إحساس بالذنب. وتنامى هذا الإحساس مع الهيمنة الامبريالية على ألمانيا. وعلى الألمان اليوم أن يتضامنوا مع الفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة ما فعله الألمان ضد اليهود. إن الإحساس بالذنب تجاه اليهود قد جعل ألمانيا تضطر إلى أن تدفع تعويضات لدولة "إسرائيل". هذه التعويضات استغلها اليهود لطرد الفلسطينيين من أرضهم وقمع من بقي منهم. ومن ناحيتنا نحن، فإن تضامننا مع الشعب الفلسطيني يرتكز على ما يلي: لا للمساعدة العسكرية لـ"إسرائيل". نساند فكرة أن يقيم الفلسطينيون دولتهم في فلسطين لأنه لا يحق لـ"الإسرائيليين" الحصول على دولة فوق أرض فلسطين.

إن الألماني البسيط الواقع تحت تأثير شعوره الشقي بالذنب تجاه اليهود، لا يشعر بان الشعب الفلسطيني شعب مضطهد (بفتح الهاء). لذلك يجب توعية هذا الشعب بهذا الأمر، يجب توعيته بقساوة الاستعمار الذي يعانيه الشعب الفلسطيني منذ نحو أربعين سنة.

وحدة أوروبا والوحدة الغربية

*الموقف العربي: كيف تنظرون إلى الإسلام، خصوصا بعد عودته كأداة سياسية إلى ساحة الفعل التاريخي؟

-"بوبليس" و"أوفكس": أول نقطة تجب الإشارة إليها، أولا، هي أن إعادة النظر في الإسلام كما تتم اليوم في ألمانيا وعلى عكس ما كان عليه الأمر في الحقبة الاستعمارية، أتاحت لنا أن نكتشف بان الإسلام هو أساسا دين تسامح. ونود أن نضيف، بأننا نحن كأنصار للتعددية الإثنية، نأمل بان تحافظ الشعوب على تاريخها الخاص ومقوماته، والإسلام في هذا السياق هو إحدى المقومات الأساسية للشعب العربي. لذلك فعلى هذا الشعب ألا يفرط في هذا الدين الذي فيه عنصر التسامح. وعندما نتحدث عن الإسلام فإننا يجب أن نشير إلى أن ألمانيا قد استلهمت منذ العصور الوسطى، من الحضارة الإسلامية، سواء في الرياضيات أو في الفن والأدب والشعر. وكمثال على ذلك ما نجده لدى الشعراء الملحميين مثل فولفغانغ غوته وفولفهوم باخ..

*الموقف العربي: أصحاب ما يسمى "الطريق الثالث" في فرنسا، وهو تيار فرنسي مماثل لتياركم من حيث التشخيص والنقد والأهداف، يطرحون فكرة مشروع حضاري عربي أوروبي.. فما رأيكم؟

-"بوبليس" و"أوفكس": نحن نأمل أن تعود علاقات التبادل بين حضارتينا العريقتين، أي أن يعطى كل واحد ما لديه وان يأخذ من الثاني ما يفتقر إليه.. هذا من الناحية الحضارية. أما ما الناحية الاقتصادية فإنه يجب اعتبار أراضي أوروبا وأراض العرب منطقة للمصالح " الجيوسياسية" المتبادلة. لذلك يجب على الأوروبيين والعرب حمايتها من الهيمنة الامبريالية. يجب خلق منطقة تبادل بين بلداننا. وداخل هذه المنطقة يجب احترام مبدأ "التعددية الإثنية" تماما مثلما كان يحترمها الإسلام وهو في أوج حضارته. وبسبب التسامح الديني كان المسيحيون والنسطوريون واليهود يعيشون في سلام داخل الدولة الإسلامية... ستكون المنطقة العربية الأوروبية "الجيوسياسية" قادرة على الدفاع عن نفسها وعلى لعب دور الذات الفاعلة في التاريخ وليس دور الذات "المشيئة" في ظل الامبريالية. في هذا الإطار يكون باستطاعة العرب تحقيق وحدتهم وباستطاعة الألمان ثم الأوروبيين تحقيق وحدتهم هم أيضا. وبذلك يكونون مثلا يُحتذى لدى دول العالم، في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. خصوصا بعد أن كف النموذج الأمريكي وكذلك السوفياتي عن أن يكون كل منهما النموذج الأمثل.

أجرى الحوار: محمد الرفرافي

RAFRAFI

@rafrafi_med

lundi, 28 décembre 2015

Olivier Roy et le djihad

image_djihad.jpgOlivier Roy: «Chez les jeunes anti-système, le djihad a remplacé le mythe de la Révolution»

Un entretien avec le spécialiste du monde musulman sur les jeunes Européens partant pour le djihad.

Par Jean-Dominique Merchet

Olivier Roy, 65 ans, enseigne à l’Institut universitaire de Florence. Philosophe de formation, très bon connaisseur de l’Afghanistan, il est l’auteur de nombreux ouvrages comme L’échec de l’Islam politique, L’Islam mondialisé ou La sainte ignorance. Il vient de publier un livre d’entretiens avec Jean­Louis Schlegel, toujours aux éditions du SeuilEn quête de l’Orient perdu dans lequel il retrace son itinéraire. Un récit très vivant, souvent drôle, rempli d’analyses qui brisent les lieux communs sur le monde musulman. Passionnant. 

La participation de deux Français, Maxime Hauchard et (peut-être) Mickaël Dos Santos, aux assassinats conduits par le groupe terroriste Daesh jette une lumière crue sur l’engagement djihadiste de jeunes Européens, en Syrie et en Irak. Selon le ministère de l’Intérieur, 1132 personnes originaires de France seraient impliquées dans ces réseaux, un chiffre en forte augmentation depuis quelques mois; 373 seraient actuellement en Syrie. Le nombre de morts atteint la centaine. Parmi ces djihadistes, on compte environ un quart de convertis et 20% de femmes. Il s’agit d’un phénomène international, avec environ 3000 jeunes Européens sur un total de 15000 volontaires étrangers. Cet engagement est sans précédent par son ampleur. Pour mieux le comprendre, nous avons interrogé Olivier Roy, directeur de recherches au CNRS et auteur de nombreux ouvrages sur le monde musulman.

----Che.jpg

Q: Vous faites une comparaison qui va en surprendre plus d’un : pour vous, les jeunes djihadistes s’apparentent aux militants de l’ultragauche des années 1970.

R: Depuis la fin du XIXe siècle, on observe en Europe un espace de radicalisation antisystème. Ce furent d’abord les anarchistes et l’on pourrait s’interroger sur le culte de la jeunesse pour le fascisme. A partir des années 1960, ce mouvement a pris une dimension générationnelle, que l’on a retrouvée avec la Gauche prolétarienne en France, les Brigades rouges en Italie et le groupe Baader­Meinhof en Allemagne. Au même moment (1971), il y a un mouvement comparable au Sri Lanka, qui s’est soldé par des milliers de morts. Cette radicalisation d’une partie de la jeunesse s’enracine dans l’idée qu’elle n’a plus de place dans le monde tel qu’il est et que la violence est à la fois inéluctable et positive. Qu’on se souvienne des maoïstes expliquant que le pouvoir est au bout du fusil ou l’image de combattant d’un Che Guevara ! On constate trois éléments de base : une impasse existentielle, la violence et l’internationalisation. On retrouve désormais les trois dans le phénomène djihadiste. Simplement, le djihad a remplacé la Révolution comme mythe. Ceux qu’on appelle des «barbares» sont dans le fantasme du redémarrage à zéro comme l’étaient les Gardes rouges de Mao ou les Khmers rouges. Des barbares, oui, mais cette barbarie est de chez nous.

Q: Le djihadisme serait donc leur nouvel, horizon révolutionnaire?

R: Les jeunes de ma génération –je suis né en 1949– étaient prêts à faire la Révolution n’importe où, en Bolivie ou au Yémen. Aujourd’hui, c’est pareil: ils cherchent le bon djihad et se moquent de l’endroit où ça se passe. On nous dit que c’est nouveau, mais pas du tout. Lionel Dumont était parti pour la Bosnie en 1995 et il y a eu toute une génération de djihadistes, certes moins nombreuse, qui est partie dans les Balkans, en Tchétchénie ou en Afghanistan. Ils ne sont pas de jeunes Beurs radicalisés par le conflit israélo-palestinien, comme on l’entend souvent. Aucun de ces nomades du djihadisme qui cherchent le pur combat n’est allé se battre en Palestine ou en Algérie. Ces conflits trop nationaux ne les intéressent pas: ils sont dans le global. C’est pour cela qu’ils adhèrent au salafisme, qui est une négation religieuse de toute culture particulière, toute ethnie, toute nationalité.

Q: Pourquoi ce mouvement surgit-il maintenant?

R: Il est le produit de la décadence d’Al-Qaïda. Al­Qaïda était un concept, sans base territoriale, et pour que ça marche, il faut des résultats. Or une fois que vous avez fait le 11 Septembre, soit vous trouvez la bombe atomique, soit vous finissez dans le minable, comme ce jeune Africain converti qui a égorgé un soldat dans les rues de Londres. Avec Daesh, c’est autre chose: il offre un formidable terrain de jeu à ces jeunes, c’est le jeu vidéo total dont ils sont nourris, l’aventure. Ils sont beaux, virils, avec leurs mitrailleuses lourdes sur leurs 4x4 chargeant leurs ennemis. Prenez les images des décapitations: cela n’a rien à voir avec le Coran, ce sont les mêmes mises en scènes que celles des narcos mexicains. Il y a, dans le djihadisme, une dimension romantique, la beauté du meurtre. On ne peut pas exalter le marquis de Sade, comme le fait une exposition à Paris, et faire comme si l’on ne comprenait pas cette beauté du mal! Lorsque vous êtes un jeune antisystème, entre quoi avez­vous le choix? Le «comité invisible» et l’écologie dure, avec leurs textes illisibles et prétentieux d’hypokhâgneux boutonneux, ou le djihad. Avec Daesh, vous êtes sûr de faire la une des médias et de plaire aux filles, comme Che Guevara. La féminisation croissante des djihadistes traduit bien le fait qu’il s’agit d’un phénomène moderne.

Q: Que peut­-on faire contre les jeunes djihadistes et notamment les nôtres?

R: Comme tout mouvement générationnel, il passera avec le temps. Mais en attendant, il faut cesser de les diaboliser, parce qu’à leurs yeux cela revient à les transformer en héros. Ce qu’ils veulent, c’est faire peur aux gens qui les ont humiliés ou ne les ont pas compris. Ils font la une des médias et un général américain dit qu’ils sont la plus grande menace actuelle. En faisant cela, on ne fait que leur dorer l’auréole! Au contraire, il faut les montrer pour ce qu’ils sont, des losers, des frustrés et des paumés. Mieux vaudrait aller voir ceux qui reviennent la queue entre les jambes, parce qu’ils n’ont pas trouvé là­ bas ce dont ils rêvaient. Ils n’ont pas supporté les réveils matinaux, les marches de 20km avec tout le barda, le fait d’être privé de leur jeu vidéo ou de nourriture! Et bien sûr, il y a ceux qui ont été sincèrement écœurés par la violence et le fanatisme.

Q: A vous écouter, ce djihadisme n’est pas un avatar radical de l’islam politique...

R: C’est justement la conséquence de l’échec de l’islam politique dans sa tentative de créer des États islamiques. Les Frères musulmans sont en échec: regardez ce qu’il se passe en Tunisie avec Ennahda qui a volontairement abandonné le pouvoir, perdu les élections, avalisé la constitution la plus laïque du monde arabe et se transforme en un parti conservateur ou démocrate-chrétien respectant la démocratie. Et en Iran, 35ans de République islamique ont donné naissance à la société la plus sécularisée du Moyen-Orient. Daesh, c’est donc l’oumma virtuelle et le projet impossible de donner une base territoriale à une utopie. Le califat est un concept qui suppose une expansion permanente et donc impossible. On n’imagine pas qu’il négociera un poste­frontière avec les Kurdes; pour eux, cela n’a aucun sens. Daesh refuse de s’inscrire dans un État-nation, comme l’avaient fait les talibans qui se limitaient à l’Afghanistan. Tant que Daesh est en expansion, il attire les jeunes, mais sa logique l’entraîne à l’échec, parce qu’en pratiquant la terreur, comme le faisaient les Mongols, et en massacrant ses adversaires, il ne leur laisse pas d’autre choix que de le combattre.

Q: Daesh s’enracine toutefois dans un territoire bien réel

R: Oui, et il bénéficie du fait que, pour la première fois depuis la chute de l’Empire ottoman en 1918, il n’y a plus aucun État dirigé par les sunnites dans le Croissant fertile. Sa zone d’expansion va de Tripoli, au Liban, aux quartiers nord de Bagdad. Le Liban est dirigé par une alliance de fait des chiites et des chrétiens, la Syrie par les Alaouites –qui ont abandonné le nationalisme arabe– et l’Irak par les chiites, majoritaires dans le pays, sans parler de la Palestine contrôlée par Israël. La solution politique est de réintégrer les sunnites arabes de toute cette région dans le jeu politique. En Syrie, cela ne peut se faire qu’avec le départ d’Assad et des garanties pour les Alaouites. Les Iraniens sont prêts à négocier. En Irak, compte tenu de l’héritage historique, il faut donner aux sunnites plus de poids politique, de l’ordre de 40%, que leur poids démographique (20%).

Q: Dans votre livre La sainte ignorance, vous décrivez le divorce entre la religion et la culture. Ce phénomène est­il à l’œuvre dans le djihadisme?

R: C’est un phénomène global qui touche toutes les religions. Avec la sécularisation, les différentes cultures deviennent profanes et il n’y a plus de «croyants sociologiques». Il y a 50ans, en France, même les anticléricaux partageaient la culture catholique et connaissaient la religion. C’est terminé. Le religieux n’est plus enraciné dans la culture dominante et partout, la religion se reconstitue comme un système de normes, en se pensant comme minoritaire. On le voit avec le salafisme dans l’Islam, mais aussi avec Jean­Paul II et Ratzinger chez les catholiques, avec les juifs ultra-orthodoxes, les évangélistes, et même chez les hindouistes en Inde. Dans cette situation, le croyant a le choix entre trois attitudes: revanchard pour tenter d’imposer ses normes à la société -c’est par exemple la Manif pour tous–; le choix de vivre en ghetto, de manière communautaire; enfin, l’idée apocalyptique que tout est foutu. On retrouve cela chez les djihadistes: le monde est pourri et je crains de l’être aussi. D’où la logique suicidaire à l’œuvre. Un chant fameux, un nasheed d’ailleurs très beau, entonné par les radicaux condamnés à mort sous Nasser, et repris par les djihadistes aujourd’hui, le Ghoraba, résume cela: «Nous sommes des étrangers sur la terre»

Source : L'Opinion

samedi, 08 août 2015

Camus sur Hiroshima

Albert Camus (1913-1960) sur Hiroshima. L'éditorial de Combat du 8 août 1945

Traduit en arabe par RAFRAFI

combat.jpg

في مثل هذا اليوم وقبل 70 سنة بالضبط، الفيلسوف والأديب الفرنسي آلبير كامو (1913-1960) يكتب عن هيروشيما افتتاحية صحيفة "كومبا" (كفاح) بتاريخ 8 أغسطس/آب 1945

العالَم هو ما هو عليه، أي نذْرٌ يسير. هذا ما يعرفه الجميع منذ يوم أمس عبر العرض الهائل الذي انخرطت في تقديمه الإذاعة والصُّحف ووكالات الأنباء حول موضوع القنبلة الذرية.

وبالفعل، وفي خضم سيل التعليقات الحماسية، أخبرونا أن أيّ مدينة متوسطة الحجم يمكن تدميرها بالكامل بواسطة قنبلة بحجم كرة قدم. كما انخرطت صُحف أمريكية وإنجليزية وفرنسية في تحرير مقالات أنيقة حول المستقبل، والماضي، وحول المخترعين، والتكلفة، وحول النزوع للسِّلمية وآثار الحروب والعواقب السياسية وحتى حول الطابع المستقل للقنبلة الذرية. ولِنُلخّص ذلك في جملة واحدة: الحضارة الميكانيكية وصلت للتوّ إلى آخر مستوياتها من الوحشية. سيكون علينا أن نختار، في مستقبل قريب نوعا ما، بين الانتحار الجماعي أو الاستخدام الذكي للاستكشافات العلمية.

وفي انتظار ذلك، فإنه من الممكن أن نتصوّر أن هناك بعض البذاءة في أن يُحتفل هكذا باكتشاف جُعِل مبدئيا لكي يكون في خدمة الغضب الأكثر شراسة في التدمير من طرف الإنسان على مدى قرون عدة. أن يكون العِلْمُ في عالَمٍ متروك لجميع نكبات العنف، وعاجز عن أي تحكّم، وغير مكترث للعدالة ولسعادة البشر البسيطة، مكرّساً للقتل المنظم، فإن لا أحد دون شك، ما لم يكن أسير مثالية مستفحلة، سيخطر بباله أن يستغرب من ذلك.

على الاكتشافات أن يتم تسجيلها وتفسيرها وِفْق ماهيتها، وأن يتم إعلان ذلك على الملأ حتى تتوفر للإنسان فكرة صائبة عن مصيره. لكن أن تُحاط هذه الفضائح المروعة بأدبيات خلابة أو ساخرة، فهذا ما ليس مقبولا.

Albert_Camus,_gagnant_de_prix_Nobel,_portrait_en_buste,_posé_au_bureau.jpg

نحن، مُسْبقًا، لا نتنفّس بسهولة في عالم معذَّب. وها هو قلقٌ جديد يُعرَض علينا، ومن المرجح أن يكون حاسما. ودون شك ها هي البشرية أمام فرصتها الأخيرة. وربما سيكون ذلك في آخر الأمر مبررا لإصدار نشرة خاصة. ولكن سيكون ذلك بالتأكيد موضوعا لبعض الأفكار ولكثير من الصمت.

إلى جانب ذلك، هناك أسباب أخرى لأن نتلقّى بتحفظ الرواية المستقبلية التي ستقترحها علينا الجرائد. وعندما نرى المحرر الدبلوماسي لرويترز يُعلن أن هذا الاختراع من شأنه أن يجعل من المعاهدات أمرا قد عفا عليه الزمن أو يجعل من القرارات بما فيها قرار بوتسدام قرارات منتهية الصلاحية، ونراه يعلن أنه لا يبالي إذا كان الروس موجودين في كونيغزبيرغ أو الأتراك في مضيق الدردنيل، فإننا لا نستطيع إلاّ أن نضفي على هذا الاستعراض الجميل، نوايا غريبة بما يكفي، عن الحياد العلمي.

عسى أن تفهموننا جيّدا. إذا استسلم اليابانيون، بعد تدمير هيروشيما، بفعل التخويف، فنحن نفرح لذلك. ولكن نحن نرفض أن نستخلص من حدث خطير مثل هذا، شيئا آخر غير قرار الدفاع بحزم أكبر من أجل مجتمع دولي حقيقي، حيث لا يكون للقوى العظمى حقوق متفوقة على الدول الصغيرة والمتوسطة، وحيث تكف الحرب، تلك الآفة التي صارت فقط بسبب الذكاء البشري أمرا لا مفرّ منه، عن أن تكون مرهونة بأطماع أو بمذاهب هذه الدولة أو تلك.

أمام الآفاق المرعبة المفتوحة على البشرية، فإننا مازلنا نرى جيّدا أنّ السلام هو المعركة الوحيدة التي تستحق أن نخوضها. لم يعد هناك مجال للرجاء بل لأوامر تصدر من الشعوب تُوجِّهُها لحكوماتها، أوامر بأن تختار نهائيا بين الجحيم والتّعقل.

آلبير كامو

ترجمة من الفرنسية محمد الرفرافي

RAFRAFI

samedi, 17 janvier 2015

Appel aux "Survivants"

B7U2rUCCMAIN8FW.jpgAux caricaturistes de Charlie Hebdo:

En fait, vous n'avez pas besoin de prouver ni au monde ni à vous-même, que vous êtes libres; car votre liberté est déjà une réalité, légalement garantie. Ce n'est pas un attentat aussi criminel et terroriste, qui a, malencontreusement, coûté la vie de vos collègues, qui va détruire ce précieux acquis humain: la liberté d'expression.

Cependant, vous seriez d'accord, me semble-t-il, que votre liberté restera imparfaite aussi longtemps qu'il y ait des gens dans ce monde qui en sont privés. Albert Camus n'a-t-il pas dit à cet égard, "La liberté est un bagne aussi longtemps qu'un seul homme est asservi sur la terre."

Aujourd'hui, nous vivons dans un monde où le message se propage à la vitesse de la lumière, où toute expression libre sur n'importe quel sujet est susceptible de produire un effet papillon.

Ainsi, tu es aujourd'hui en mesure mon cher dessinateur de contribuer à créer l'événement, c'est-à-dire à faire l'Histoire.

Par conséquent et pour que votre liberté ne ressemble pas à un comportement d'enfants jouant naïvement et spontanément pendant les obsèques d'un membre de la famille, je vous invite à mettre à jour votre vision sur la situation des musulmans du monde; en particulier ceux qui ne sont pas encore en mesure de reconquérir leur liberté et que dire de réaliser l'importance de votre liberté d'expression, liberté qui pourrait leur sembler comme la brioche de Marie-Antoinette.

Parmi ces musulmans dont les Arabes précisément, il y a certains qui ont fait des révolutions baptisées Printemps Arabe. Pourquoi Printemps ! Parce qu'elles sont survenues après une longue léthargie durant laquelle la tyrannie avait fait d'eux des fantômes ou au mieux des machines au service de son pouvoir.

Ce que je vous suggère, chers dessinateurs c'est de vous tourner un peu vers ces tyrans, amis de vos dirigeants élus, et de leur consacrer ce que vous pouvez faire comme dessins des plus acerbes sur leur oppression et leur injustice, plutôt que de vous concentrer sur le Prophète Mahomet, considéré par tous ces musulmans, ne serait-ce que dans leurs cœurs sinon aussi par leur comportement, comme étant leur idéal humain et leur seule arme spirituelle face aux tyrans.

Entre la tyrannie de ceux qui les gouvernent d'une part et votre présentation caricaturale de leur idéal, d'autre part, ils se retrouveraient dans ce qui ressemble à un ouragan, qui pourrait grandir, s’accélérer et tout balayer. Dans le même temps, nous voilà témoins de ce qu'on appelle le terrorisme, et qui n'est en fait qu'un fruit amer de la tyrannie, de la marginalisation et de l'exclusion. Le discours religieux de ce terrorisme n'est qu'un usage symbolique d'un héritage spirituel pour justifier l'injustifiable, et non pas forcément l'expression d'une nature «terroriste» de la religion, ni d'aucune religion d'ailleurs.

Je dirais que la liberté de ces musulmans pourrait aussi renforcer et enrichir spontanément votre liberté de créativité. En revanche, asservis, localement par leurs tyrans, et mondialement par les politiques de convoitise et de monopole, et en même temps négligés par la petite bouche que vous en faites, ces musulmans vous diraient: Vous voilà presqu'à nouveau dans la fameuse position de l'épouse de Louis XVI !

En lisant récemment un article en langue arabe sur les événements sanglants de Paris, l'auteur cite Voltaire: "Les Français ne sont pas fait pour la liberté, ils en abuseraient." N'étant pas sûr de l'authenticité de cette citation, elle ne m'a vraiment pas pour autant convaincu; car je crois que tous les peuples sont faits pour la liberté et chacun à sa manière.

Comme Proudhon qui a défendu son socialisme en disant qu':"Il ne s'agit pas de tuer la liberté individuelle mais de la socialiser", je dirais que mon appel à vous ici, n'est pas pour que vous "tuez" votre liberté d'expression, mais pour l'humaniser. Edouard Herriot n'a-t-il pas dit: "Ceux qui ont conquis la liberté l'ont conquise pour tous"?

Aujourd'hui, au vu de ce que votre collègue, feu Georges Wolinski avait un jour dit: "Nous voulons du concret. Les idées on a vu où ça mène", je dirais que le concret que je vois est celui de faire de votre liberté d'expression un pont vers la liberté d'autrui, musulmans en l'occurrence, et non pas un canon pointé vers plus d'écrasement physique et symbolique à leur égard.

Que la liberté d'expression, si chère pour vous, pour nous, soit partout et pour tous.

RAFRAFI

NB.

Image jointe : Un dessin syrien autour du calvaire hivernal vécu par des enfants de réfugiés syriens.

"Je m'appelle Mohamed" est une note sur le même sujet publié ici après la publication des caricatures danoises en 2006. Voir ICI

20:43 Publié dans actu, Art, Politis | Lien permanent | Commentaires (1) |  Facebook | |

lundi, 07 octobre 2013

La Damascène

K_Rasem.jpgSon nom est Katia Rasem, poétesse et blogueuse, Damascène d’appartenance, de séjour et de souffrance. Récemment arrêtée par les flics de Bachar, en raison de ses critiques de ce qui se passe en Syrie sans aucun parti pris politique de sa part mais seulement humain. Elle vient d’être libérée après qu’on lui a fracturé sa main droite pour l’empêcher d’écrire sans se rendre compte qu’elle est déjà gauchère.

Je vous propose ici ma traduction de son premier billet de blog publié juste après sa libération où elle décrit sa détention avec une plume trempée dans la douleur, l'honnêteté, l'intelligence et l’éloquence.
----------------

 

La guerre n’est-elle pas un enfer?

"On t’a laissé seul sur la terre interdite sans allumettes même. La guerre n’est-elle pas un enfer?"
William Faulkner, Monnaie de singe (titre original : Soldiers' Pay)

Le mur me fait mal, la photo de l'assassin accrochée comme un sourire effronté au-dessus de la tête du général, me fait mal; la fenêtre, si petite comme un timbre collé sur une missive oubliée dans une certaine obscurité, me fait mal; le pied d’un fantassin heurtant le sol, par respect pour le tueur faisant mal au pays, me fait mal; les cris lointains et désespérés, tombant sur mon cœur tels des fouets affamés pour plus de douleur, me font mal..
Oui, ma main me fait mal, cher docteur, comme me feront toujours mal tous les mots que j'avais à dire et n’avais pas dit..

La scène est absolument identique à la première scène du roman "Monnaie de singe" de "William Faulkner":
Dans un train, allant à la guerre, des soldats imaginent des fleurs et des mères tendres qui les attendent dans des contrées lointaines, pour qu’à la lumière de leur imagination, ils puissent savourer leur mauvais vin!
Et pour nous, combien de belles choses devons nous imaginer pour oublier tous les trains que nous avons manqués?
Pour oublier toutes les guerres que nous avons vécues?

Pour oublier à quel point ce monde est vulgaire et minable comme une prostituée pour qui personne ne s'en soucie!

Le chasseur est prisonnier de son désir de proie,
tandis que la proie est libre.

J'ai essayé de les convaincre que je ne suis rien du tout,
que je suis

un insecte sur le face du monde qui comme un géant dormant d’un sommeil  profondément effrayant,
le sang d’un tué dont personne ne fait attention à son cadavre,
un lampadaire éclairant une ruelle déserte dans un quartier pauvre,
un mot tombé par inadvertance duquel personne ne se soucie,
une vieille nouvelle,
une blague n'étant plus drôle
un clown n'ayant pas de public pour l'applaudir ni de larmes à verser pour nettoyer son visage de sa profonde tristesse,
un vide au cœur d'un vide, sans tête mais avec un ballon rempli de bla-bla, sans main mais un balai pour le néant,
un seuil où s’assoient la pauvreté, l'hiver et les vielles personnes désespérées,
un petit cierge dans le vent, une flamme mourante dans la longue nuit d'aveugle,
une impasse, un mauvais texte écrit par un poète ivrogne,
une légère poussière dont la mémoire est accablée d’absents,
une missive qui n’arrive pas, un sens qui ne se complète pas ... une voix sans paroles
etc.. etc

Personne ne m’a crue
Moi-même je ne me suis pas crue..

J’entendais le gémissement du geôlier et du bourreau,
J’entendais le pouvoir de silence du prisonnier-victime..
et me souviens de ce que disait Wadi’ Saada:
"Nous n’avons pas entendu les arbres crier sous les haches de bûcheron
mais le gémissement des bûcherons coupant les arbres"

Par :

Katia Rasem
Damas toujours
6 10 2013

Blog : http://katiarasem.blogspot.com/2013/10/blog-post.html?spr...

Twitter : @Badworld_1

------

Traduit de l'arabe par

RAFRAFI

01:25 Publié dans actu, Blog, Politis | Lien permanent | Commentaires (0) |  Facebook | |