samedi, 25 juin 2016
Une Europe d'hier..
أعادني السؤال الأوروبي المُثار بعد استفتاء الخروج البريطاني من أوروبا مؤخرا، إلى استحضار رؤية لكيانٍ أوروبي مغايرة لِما هو سائد، كان قد طرحها تيّارٌ يمثّله مثقّفون أوروبيون شباب، نُعتوا آنذاك بالقوميين الثوريين وأسموْا أنفسهم القوميون التحرّريون، وكنت التقيت بخمسة منهم قبل ثلاثة عقود في مدينة مونص البلجيكية وهم: الألمانيَان زيغفريد بوبليس وكارل أوفكس، والفرنسيَان غيوم فاي وفيليب دونزال، والبلجيكي روبير ستوكار.
وجدتُ أن رؤية هؤلاء لأوروبا (وكانت ألمانيا لا تزال آنذاك مقسمة) ليست معارضة لما فرضته معاهدة وسيتفاليا فقط، بل أيضا معارضة لما فرضته الحرب الباردة لاحقا، هذا عدا تصوّرهم للكيان العربي، وهو تصوّر خالٍ من عقلية المركزية الأوروبية؛ وبالتالي الاطلاع على ما فكّر فيه هذا التيار الذي لم يتحوّل في ما بعد إلى قوة سياسية فاعلة ولكنه أثّر ربّما على تيارات أوروبية أخرى، قد يساعدنا اليوم على فهم موقف الأوروبيين من أوروبا ومن جيرانها، وأولهم العرب، وخاصة على ضوء الخروج البريطاني وردود الفعل التي أثارها. لهذا ارتأيت أن أنقل إليكم هنا (تسهيلا لقراءته) حِواري مع الألمانييْن المنشور في مجلة الموقف العربي الصادرة في قبرص والذي أجريته مع كليهما في وقت واحد وكان ذلك بحضور البلجيكي الذي ساعدني مشكورا على نقل كلامهما إلى الفرنسية:
-----------
النموذجان الأمريكي والسوفياتي لا يصلحان لأوروبا والعرب
التحول العميق في سياق التاريخ، عادة ما يسبقه فكر يمهد له المسار. هكذا كان الحال مثلا بالنسبة للثورات البرجوازية الأوروبية التي سبقتها أفكار ونظريات كانت لها بمثابة الدليل والمنطلق. واليوم وبعد أن استهلكت أوروبا نظرياتها البرجوازية الكلاسيكية، لتدخل، بدءا من القرن التاسع عشر، عصر الإيديولوجيات "العلمية" والميتافيزيقية، ثم لتعيش بعد ذلك حروبها القومية الشوفينية فوق أراضيها، وحروبها الاستعمارية في أراضي ما وراء البحار، وبعد أن بدأت تدب في أوصالها الشيخوخة في ظل تنامي العملاقين، إلى حد أن "ترملت" فكريا وانكمشت حضاريا وانشطرت جغراسياسيا... بدأت "القارة العجوز" - كما صارت تسمى- تبحث عن الترياق الذي قد يعيد لها شبابها وحيويتها "النهضوية".
ليست "عودة الوعي" اليميني المتطرف التي برزت في السنين الأخيرة هي التعبير الحقيقي عن هذه "النوستالجيا" الأوروبية. ذلك لأن قادة هذا اليمين، ليسوا في الواقع سوى عناصر من "سقط متاع" الحروب الكولونيالية، الذين يريدون اليوم أن يجعلوا من المهاجرين العرب "كبش فداء" لهزائمهم في ما وراء البحار. ثم إن هذا اليمين "المتفشست" ليس أوروبيا بقدر ما هو "أطلسيا" فكرا وسياسة وإستراتيجية، وبالتالي فهو لا يمثل العمق الإنساني لأوروبا النهضة.
والنوستالجيا الأوروبية التي نتحدث عنها والتي تسعى إلى بعث أوروبا من أنقاض دمارها الروحي، والتي ترى في العرب حلفاء تاريخيين وحضاريين وليسوا أعداء مخيفين وحوشا... هذه النوستالجيا هي الرصيد الذي يحمله اليوم بعض شباب أوروبا الذين تشربوا أولا التراث العريق لحضارات شعوب المتوسط، بدءا من اليونان ثم الرومان فالعرب.. هذه الينابيع المعرفية جعلتهم يرون مستقبل العالم بعين مختلفة ويرون خلاص أوروبا في تخلصها من "بلقنتها" الإثنية و"قبرصتها" اليالطوية، وفي تحالفها مع العرب ضحايا "سايكس بيكو" و"بلفور" وغير ذلك من صفقات الغرب السرية.
"زيغفريد بوبليس" و" كارل أوفكس"، شابان من ألمانيا الغربية، الأول محامي وباعث مجلة "فيرسالبسيت" ومؤسس دار نشر، والثاني زميله في نفس المجلة، وأستاذ فلسفة وعلوم سياسية ومؤلف كتب تعليمية في هذين المجالين وأيضاً في مجال الأدب اليوناني واللاتيني.. هذان الشابان يمثلان تيارا قوميا جديدا في ألمانيا، يلتقي في خطوطه العريضة مع تيار مشابه له في فرنسا يمثله غيوم فاي وفيليب دونزال وآخر في بلجيكا ويمثله روبرت ستوكار.. وكلها تيارات تلتقي حول هدف واحد وهو خلاص أوروبا ووحدتها وتحالفها مع وحدة العرب.
"الموقف العربي" التقت بوبليس وأوفكس في بلحيكا حيث شاركا في مؤتمر "مونص" حول وضع المثقفين والعمال العرب المهاجرين في أوروبا، وقد أجرت حوارا واحدا مع الاثنين لكونهما يحملان نفس الرؤيا وينتميان إلى نفس التيار.
قومية لا شوفينية
*الموقف العربي: خلال تعارفنا في أول الأمر قلتما لي بأنكما من القوميين الألمان وعندما نقول قومية ألمانية فإنه سرعان ما يقفز إلى الذهن تلك القومية التي صنعت حربا عالمية ثانية..
-"بوبليس" و"أوفكس": هناك موروث في القومية الألمانية لسنا من أنصاره، وهو الشوفينة. هذا الموروث يعود إلى حقيقة تاريخية وهي أن الأمة الألمانية كأمة موحدة لم تتحقق إلا متأخرة، أي بعد أن تحققت وحدة شعوب أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا. وبسبب هذا التأخر في الوعي بالقومية الألمانية وفي خلق أمة ألمانية موحدة، شاهدنا ظهور نزعة متجذرة ومتشنجة للقومية الألمانية، أخذت شكلا شوفينيا. والشيء الذي نسعى اليوم إلى تأكيده هو أن القومية الني نؤمن بها نحن هي تلك التي لها بعد تحرري وانعتاقي. نريد أن نبرهن على أن القومية هي إيديولوجية من شأنها أن تتيح لنا ضمنيا فرصة النضال ضد هيمنة القوى العظمى. إنها إيديولوجية طبيعية للشعوب المقهورة والمهيمن عليها. هذه القومية التي نحن من أنصارها هي تلك التي تمد يدها إلى الشعوب الأخرى والتي لا تريد أن نقف حجر عثرة أمام إرادة هذه الشعوب. إنها قومية تضامن وتحرر، ونحن نعتبرها مبدءا صالحا لكل الشعوب في الأرض.. إذن فهدفنا هو أن نؤكد على اختلافنا مع أنصار "القومية" التي تسعى إلى تقديم الألمان كشعب متفوق على شعوب الأرض.
*الموقف العربي: هذه القومية التحررية هل تخص ما يسمى سابقا "بروسيا" أي ألمانيا ومعها النمسا، أم فقط ألمانيا بدولتيها الغربية والشرقية؟
-"بوبليس" و"أوفكس": نحن ننطلق وحسب التفريق الإبستمولوجي، من مبدأ القومية بمعناها الألماني الذي يختلف جوهريا عن معناه الفرنسي واللاتيني عموما. القومية الألمانية التي ندافع عنها تنطلق من الصفة الإثنية لمفهوم كلمة شعب. وهذا يؤدي عمليا إلى كوننا نعتبر الشعب الألماني كمجموعة إثنية هو أساس قوميتنا، وبالتالي فهو يشمل سكان النمسا ومنطقة جنوب "تيرول" التي تضمها ايطاليا حاليا. إذن فقوميتنا تتضمن نقدا للوضع القائم حاليا، أي إننا لا نعترف بالحدود القائمة اليوم، ونأمل في تعديل تقسيم أوروبا على قاعدة الحدود الحقيقية أي الحدود الإثنية.
لا يمكننا أن ننطلق من المبدأ الذي يقول بأن الحائط، أو الستار الحديدي، الذي يقسم حاليا الأمة الألمانية إلى قسمين هو حدود طبيعية. نحن لا يمكن أن نعترف بهذا الوضع، وبالتالي فإننا لا نقبل بالوضع القائم منذ يالطا. ذلك أن تجاوز الوضع اليالطوي ليس له دلالة بالنسبة للشعب الألماني فقط وإنما أيضاً بالنسبة للعالم كله. هذا التجاوز هو عامل سلام، لأنه تجاوز للمواجهة بين المعسكرين. أن نتجاوز يالطا يعني أن نحقق السلام في نظرنا. والناس خارج ألمانيا، سواء في أوروبا أو في غيرها، لا ينتبهون إلى أن ألمانيا بعد 40 سنة من الحرب الثانية لا تزال تحتلها قوات أجنبية من الشرق والغرب. لا أحد يعرف مثلا أنه في مدينة برلين كعاصمة سابقة للدولة الألمانية، لا تزال سلطة القرار في يد قيادة الحلفاء.
إن وضع الاحتلال الذي تعيشه ألمانيا، هو قضية هامة بالنسبة للعالم كله، ذلك لأن ألمانيا اليوم، تحتوي على أكبر كمية من الأسلحة النووية والتقليدية في العالم. وبالتالي فإن ألمانيا هي عرضة اليوم لأن تكون ساحة مواجهة عالمية وبالتالي عرضة للزوال من الخريطة الأوروبية، وبديهي أن هذا الوضع قد يتسبب وحده في اندلاع حرب..
تنظيم الوعي الشعبي
*الموقف العربي: هل هناك احتمال لأن يتحول تياركم إلى تنظيم سياسي؟
-"بوبليس" و"أوفكس": يتمثل عملنا السياسي أولا في تنظيم الوعي الشعبي وإعطائه هيكلا. وأيضاً في توعية الشعب بالوضع الذي تعيشه ألمانيا، والمتمثل أساسا في "التقطيع"، أي تقسيم البلد إلى دويلات. إن العمل من أجل تنظيم سياسي ليس ممكنا إلا بعد أن يتجاوز الشعب درجة ضرورية من الوعي. وهذا لم يتحقق حتى اليوم. وتجدر الإضافة إلى أن الاستعمار الذهني والروحي الذي يعانيه الشعب الألماني إنما يتم بشكل بارع، شرقا وغربا. والمبدأ الأساسي في عملنا السياسي هو النضال ضد هذا النوع من الاستعمار والقضاء عليه، وخصوصا إقناع سكان ألمانيا الغربية بأن عقولهم المستعمرة (بفتح الميم) تجعلهم يخضعون للامبريالية الأمريكية. وعندما يصل عدد معين من سكان ألمانيا الغربية إلى الوعي بكونه مستعمرا (بفتح الميم) فكريا.. آنذاك يصير من الممكن التفكير في إنشاء تنظيم سياسي للنضال ضد الامبريالية.
*الموقف العربي: هل هناك تسمية محددة تطلقونها على أنفسكم؟
-"بوبليس" و"أوفكس": نسمي أنفسنا "قوميين تحرريين" لأننا مع قومية التحرر والانعتاق، وسائل الإعلام الألمانية تصنفنا بالقوميين الثوريين، أي أننا قوميون يستعملون المسألة القومية لتغيير بنية مجتمع ألمانيا الغربية راديكاليا. وسائل الإعلام هذه تعتبرنا ثوريين لأننا نريد استعمال المسألة القومية في أفق ثوري لتغيير الأبنية الاجتماعية في ألمانيا وأوروبا. وبديهي أن هذه التسمية ليست خاطئة، فنحن نعترف بأن القومية كايدولوجيا إنما تنطلق أساسا من مبدأ ثوري.
*الموقف العربي: كيف تنظرون إلى حركة "الخضر" في بلدكم؟
-"بوبليس" و"أوفكس": لدينا نقاط تلاقي عديدة مع "الخضر" ومن ذلك مثلا الإيمان بالديمقراطية القاعدية وبضرورة حماية الطبيعة. إلا أننا لا نتفق معهم في تقديم قضية الطبيعة على قضية الوطن. ألمانيا بالنسبة إليهم تأتي في الدرجة الثانية بعد الطبيعة، وهذا موقف رومانسي لسنا من أنصاره..
*الموقف العربي: إذن أنتم مع ألمانيا قبل طبيعتها؟
-"بوبليس" و"أوفكس": لا هذه قبل تلك ولا العكس أيضا.. حماية الاثنين في وقت واحد، ذلك هو أحد أهدافنا.
*الموقف العربي: هناك رأي يقول بأن عودة اليمين المتطرف إلى أوروبا تعود بالأساس إلى فشل التعايش ببن العملاقين، هل يمكن أن ينطبق هذا على تياركم؟
-"بوبليس" و"أوفكس": الحديث عن يمين متطرف في ألمانيا هو في الواقع حديث عن مصطلح غير موجود بنفس الشكل الموجود عليه في فرنسا أو ايطاليا. فظاهرة لوبان في فرنسا هي ظاهرة تبحث عن إعادة ترتيب وضع فرنسا داخل الحلف الأطلسي، في حين أن "الأمركة" أو الموالاة لأمريكا هي أمر يخص حلقات صغيرة داخل الحزب الديمقراطي المسيحي والتي منها حلقة "تسي. دي. أو" وحلقة " سي. اي. سو" بزعامة شتراوس في مقاطعة بافاريا. هذه الحلقات هي التي تساند أمريكا الريغانية وسياستها المعادية للسوفيات. وبالمقابل فان الحلقات القومية التي تدخل في إطار قومية التحرر وهي موزعة بين حلقات يسارية، والتي نحن منها، وحلقات تتبنى مبادئ نخبوية أو عنصرية ذات الإيديولوجية المحسوبة عموما على اليمين.. هذه الحلقات كلها هي ضد الوجود الأجنبي وهي تريد حماية الشعب الألماني من كارثة كونية ومن الخطر النووي والخراب عبر حرب عالمية ثالثة.
ظاهرة لوبان
*الموقف العربي: ألا يوجد في ألمانيا الغربية تنظيم ضد المهاجرين، على غرار "الجبهة الوطنية" التي أنجبتها الظاهرة اللوبانية في فرنسا؟
-"بوبليس" و"أوفكس": لا نعتقد بأنه يمكن الحديث عن ظاهرة "لوبانية" في ألمانيا.. ولا عن تنظيم سياسي يشبه "الجبهة الوطنية".. هناك، كما في بقية بلدان أوروبا ظاهرة ما يسمى "كراهية الأجنبي". هذه الظاهرة نجدها ممثلة داخل كل الأحزاب التقليدية في ألمانيا. وتحديدا في شخصيات سياسية داخل حلقات مثل "تسي. دي. أو" و"تسي. إي. سو" اللتين تحدثنا عنهما. وتستغل هذه الشخصيات مسألة "كراهية الأجنبي" بهدف اكتساب مزيد من الأصوات خلال بعض الانتخابات. هناك مع ذلك بعض التجمعات السياسية الصغيرة يمكن تشبيهها بجبهة لوبان لكن ليس لها وزن يذكر..
*الموقف العربي: كيف ترون الوطن العربي وكيف تتصورون مستقبل علاقات العرب بألمانيا الموحدة التي تطمحون إليها؟
-"بوبليس" و"أوفكس": الوطن العربي مثل الوطن الألماني، وطن مجزأ وخاضع لهيمنة القوى الأجنبية. وهذا يكفي لكي يجعل العرب والألمان يقفون في خندق واحد. ونود أن نقول، بالنسبة للقضية الفلسطينية مثلا، بأن تضامننا مع أصحاب هذه القضية، ليس وليد موقف مبدئي فحسب وإنما أيضاً وليد تجربة تاريخية. في عهد هتلر وقف الألمان ضد يهود أوروبا. وتولد لديهم بعد ذلك إحساس بالذنب. وتنامى هذا الإحساس مع الهيمنة الامبريالية على ألمانيا. وعلى الألمان اليوم أن يتضامنوا مع الفلسطينيين الذين دفعوا فاتورة ما فعله الألمان ضد اليهود. إن الإحساس بالذنب تجاه اليهود قد جعل ألمانيا تضطر إلى أن تدفع تعويضات لدولة "إسرائيل". هذه التعويضات استغلها اليهود لطرد الفلسطينيين من أرضهم وقمع من بقي منهم. ومن ناحيتنا نحن، فإن تضامننا مع الشعب الفلسطيني يرتكز على ما يلي: لا للمساعدة العسكرية لـ"إسرائيل". نساند فكرة أن يقيم الفلسطينيون دولتهم في فلسطين لأنه لا يحق لـ"الإسرائيليين" الحصول على دولة فوق أرض فلسطين.
إن الألماني البسيط الواقع تحت تأثير شعوره الشقي بالذنب تجاه اليهود، لا يشعر بان الشعب الفلسطيني شعب مضطهد (بفتح الهاء). لذلك يجب توعية هذا الشعب بهذا الأمر، يجب توعيته بقساوة الاستعمار الذي يعانيه الشعب الفلسطيني منذ نحو أربعين سنة.
وحدة أوروبا والوحدة الغربية
*الموقف العربي: كيف تنظرون إلى الإسلام، خصوصا بعد عودته كأداة سياسية إلى ساحة الفعل التاريخي؟
-"بوبليس" و"أوفكس": أول نقطة تجب الإشارة إليها، أولا، هي أن إعادة النظر في الإسلام كما تتم اليوم في ألمانيا وعلى عكس ما كان عليه الأمر في الحقبة الاستعمارية، أتاحت لنا أن نكتشف بان الإسلام هو أساسا دين تسامح. ونود أن نضيف، بأننا نحن كأنصار للتعددية الإثنية، نأمل بان تحافظ الشعوب على تاريخها الخاص ومقوماته، والإسلام في هذا السياق هو إحدى المقومات الأساسية للشعب العربي. لذلك فعلى هذا الشعب ألا يفرط في هذا الدين الذي فيه عنصر التسامح. وعندما نتحدث عن الإسلام فإننا يجب أن نشير إلى أن ألمانيا قد استلهمت منذ العصور الوسطى، من الحضارة الإسلامية، سواء في الرياضيات أو في الفن والأدب والشعر. وكمثال على ذلك ما نجده لدى الشعراء الملحميين مثل فولفغانغ غوته وفولفهوم باخ..
*الموقف العربي: أصحاب ما يسمى "الطريق الثالث" في فرنسا، وهو تيار فرنسي مماثل لتياركم من حيث التشخيص والنقد والأهداف، يطرحون فكرة مشروع حضاري عربي أوروبي.. فما رأيكم؟
-"بوبليس" و"أوفكس": نحن نأمل أن تعود علاقات التبادل بين حضارتينا العريقتين، أي أن يعطى كل واحد ما لديه وان يأخذ من الثاني ما يفتقر إليه.. هذا من الناحية الحضارية. أما ما الناحية الاقتصادية فإنه يجب اعتبار أراضي أوروبا وأراض العرب منطقة للمصالح " الجيوسياسية" المتبادلة. لذلك يجب على الأوروبيين والعرب حمايتها من الهيمنة الامبريالية. يجب خلق منطقة تبادل بين بلداننا. وداخل هذه المنطقة يجب احترام مبدأ "التعددية الإثنية" تماما مثلما كان يحترمها الإسلام وهو في أوج حضارته. وبسبب التسامح الديني كان المسيحيون والنسطوريون واليهود يعيشون في سلام داخل الدولة الإسلامية... ستكون المنطقة العربية الأوروبية "الجيوسياسية" قادرة على الدفاع عن نفسها وعلى لعب دور الذات الفاعلة في التاريخ وليس دور الذات "المشيئة" في ظل الامبريالية. في هذا الإطار يكون باستطاعة العرب تحقيق وحدتهم وباستطاعة الألمان ثم الأوروبيين تحقيق وحدتهم هم أيضا. وبذلك يكونون مثلا يُحتذى لدى دول العالم، في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. خصوصا بعد أن كف النموذج الأمريكي وكذلك السوفياتي عن أن يكون كل منهما النموذج الأمثل.
أجرى الحوار: محمد الرفرافي
RAFRAFI
@rafrafi_med
03:47 Publié dans actu, En arabe, Histoire, Pensée, Politis | Lien permanent | Commentaires (0) | Facebook | |
mercredi, 27 avril 2016
Un Monde peut en cacher un autre
Grâce à des hommes honnêtes, intelligents et intelligibles, tel l'honorable militant tunisien Gilbert Naccache, une certaine vérité finit par éclater au grand jour. Un texte de Naccache, publié par lui sur sa page facebook, (Voir lien en bas de cette note), met en pleine lumière les dessous du projet du Monde Diplomatique en langue arabe, ce qui m'a permis de bien comprendre une des péripéties de ma vie professionnelle.
Durant les années 80, et en tant que correspondant permanent en France pour l'hebdomadaire Al Moukif Al Arabi, paraissant à Chypre, je ne pouvais pas ne pas couvrir l'affaire de ce prestigieux quotidien Le Monde, qui vivait à l'époque des difficultés financières l'obligeant de vendre son immeuble de la rue des Italiens (19è), pour s'installer au 15 rue Falguière (15è). À cet effet, j'ai interviewé André Fontaine, alors directeur du quotidien; et à la fin de l'entretien et comme pour l'aider à renflouer son journal, j'ai eu l'idée de lui proposer un projet de publication du Monde en langue arabe soit en édition hebdomadaire, soit mensuelle (du Monde Diplomatique) soit trimestrielle. À la fois surpris et ravi à l'idée de lui proposer ce projet, il m'a demandé de lui fournir une conception plus détaillée; et c'est ce que j'ai fait au bout d'une petite étude de marché faite à mes frais.
Quelques semaines après, j'ai lu dans un journal arabe qu'une publication du Monde diplomatique en langue arabe vient de paraître suite à une initiative d'un certain Riadh Ben Fadhel, journaliste tunisien! (Sic)
À ma lettre que je n'ai pas tardé à lui envoyer pour m'expliquer ce revers, André Fontaine m'a envoyé la réponse suivante:
« Cher Monsieur,
Pardon de répondre avec tant de retard à votre lettre du 18 mai, mais elle est arrivée dans une période d'agitation politique extrême et alors que je n'avais pas une minute devant moi.
Nous avons signé aujourd'hui même l'accord pour l'impression en arabe du "Monde diplomatique". Mais vous comprendrez que la publication d'un mensuel et celle d'un quotidien posent des problèmes de nature tout à fait différente, relativement faciles à résoudre dans le premier cas, infiniment moins dans le second.
Veuillez croire, cher Monsieur, à l'assurance de mes sentiments les meilleurs.
(Voir ci-contre la lettre en image)
Dans ma conception, il n'a jamais été question d'une publication quotidienne de la version arabe. N'étant pas convaincu de sa réponse, mais conscient de l'embarras que cache sa missive, je lui ai demandé de vive voix au téléphone une réponse plus explicite. Et quand il m'a dit qu'il a, en effet, remis ma conception à son collègue Claude Julien, directeur du Monde diplomatique, en pensant que ce dernier allait me contacter, un doute m’a effleuré l’esprit de ce qui se tramait derrière. Mais grâce à Gilbert Naccache, que je salue vivement, et bien que j'aie tourné cette page illisible, je peux dire qu'à présent, les choses deviennent plus claires.
Le texte de Naccache dévoile, par ailleurs, le volet tunisien de cette affaire, où le micmac du régime de Ben Ali a fait que Claude Julien soit dompté et que Riadh Ben Fadhel n'en était que l'appât.
Merci Monsieur Naccache d'avoir éclairé ma lanterne.
Rafrafi
Ici le lien du texte de Gilbert Naccache sur sa page facebook:
https://www.facebook.com/notes/gilbert-naccache/en-marge-...
02:42 Publié dans actu, Primo | Lien permanent | Commentaires (0) | Facebook | |
samedi, 09 avril 2016
Le neuf avril n'est pas neuf
Le 9 avril 1938 tunisien, le 9 avril 1948 palestinien (Deir Yassin) et le 9 avril 2003 irakien, trois dates pour une même douleur ranimée.
شاء أن يكون التاسع من أفريل/نيسان من كلّ عام، بالنسبة لي كتونسي، هو ذكرى شهداء تونس (1938) في معركتهم ضد الاستعمار الفرنسي؛ ثم، وكعربي، صار أيضا متزامنا مع مذبحة "دير ياسين" (1948) ثم مع ذكرى سقوط بغداد سنة 2003.. في هذه الذكرى، أنشرُ هنا ما كنت كتبته في بداية سنة 1998 إثر آخر زيارة إعلامية لي قمت بها للعراق وهو تحت الحصار. كان نصّا حزينا وغاضبا. وكانت إحدى صحف تونس قد نشرت جزءا منه كافتتاحية لها في الصفحة الأولى. منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم تغيّرت أشياء كثيرة لكن حصار الشعوب مازال على أشدّه:
ياَ عراقُ
ياَ عراقُ لا تَنْضُبْ فأنتَ الظَمَأُ وأنتَ الماءُ... جَدِّدْ أحلامَك وأزرَعها مزيداً من النَّخْل على امتدادِ بشْرتك الطِّينِيِة... يا عراقَ البَدْءِ والأسطورةِ والسّرْدِ، كانَ الكلامُ منكَ ينهمِرُ وابِلَ رُوحٍ، نهْرَيْنِ لِبَابُلَ الألْسُنِ الأُولَى، وهذا بعْضٌ من رذَاذِكَ فِيَّ ومِنِّي..
يا عراقَ الشِّعْرِ، عَجِّلْ ولا تقفْ مُنْدَهِشاً بينَ لِساني ونبْضي. سِرْ حثيثاً إلى انسيابِك ولا تلتفتْ إلى قوْليَ هذا، فتغْدو تِمثالاً من مِلْحٍ ومِنّي... ليس لَدَيّ ما قدْ يسُدُّ لكَ الرّمَقَ سِوى أرَقي الخاوي، سِوى انشغالي مِثلَ كلِّ أشقَّائي عن مشروعِ سقوطِكَ اليُوسُفِيِ في بِئْرِ خديعَتِنَا الحديثة، هذا القاعِ السحيق من لا وعْيِنَا المُعْتَمِ..
يا عراقَ القَهْر من النَّهْر إلى النّهر، قَدَرُكَ وَرَمٌ على جِلْدِ وَقْتِنا الكالِحِ، وأنت الأبْقى... أبْقى من تاريخِكَ الطّاعِنِ في الطِّينِ وَفِينَا..
يا عراقَ اللَّوْحِ المَحفوظِ في الشّمْس، أما زال في أَدِيمِكَ طِينٌ للذّاكرة ؟... مَجْدُكَ هَرَمٌ مِن بُطولاتنا المُحَنَّطَة، يُطِلّ على انكِسَارَاتنا المَبْثُوثة حِنْطَةً لِرَغِيفِ أيَّامِنا المتشَابهة..
يا عراقَ الصَّبْر، لَبَنُ أطفالِكَ أبيضُ هو الآخَرُ مِثْلَ نِسْيَانِي.. مِثْلَ أَسْنَانِيَ الأُولى التي أَلقيْتُها في البِئْرِ.. أَصْبِرْ إِذَنْ علَى يأْسِيَ، فأَنا مُواطنٌ في الصَّمْتِ، وصامِتٌ في الوطَنِ.. في هذا الوطَنِ الصَّاخبِ بالبلاغة والصَّامِتِ ببلاهة... لا تَعْبَأْ بِما أقولُهُ لكَ عَنْكَ، فَأَنَا -ومِثْلَ كُلِّ عَرَبِيٍ مُتَكَاثِرٍ هَدْراً في أَعْيُنِ الأعْداءِ- وحيدٌ وأَعْزَلُ مُنْذُ انفِطَاميَ مِنْكَ قبْلَ كَمْ مِن أَلْفِ عامٍ وقبلَ كُلّ عامٍ وحِينْ..
يا عراقَ التَّمْر، أنتَ أعْرَقُ مِنْ أنْ تُحْشَرَ بِنَخْلِكَ في مُعَادَلَة العَصْر، تلك التي صِيغَتْ على سبيلِ الحَصْر.. والحِصار.. في عِبارة "النفط مقابل الغذاء"، وهْيَ لم تكن تعني في آخر الأمْرِ الأَمَرِّ، سوى "الغذاء من أجل الحفاظ على البقاء".!
وَأَيُّ بقاءٍ! وأنتَ الذي علَّمْتَنَا جميعاً وعلّمْتَهُمْ مِنْ قَبْلِ تَوَرُّمِهِمْ، مَلْحَمَةَ البحث عن عُشْبَةِ البَقاء؟
يا عراقَ الحُلْمِ.. العراقيُ يجوعُ اليومَ من أجلِ بقائِكَ وأيْضاً من أجْلِ حُلْمِنَا الشامِلِ، ذلك الحُلْمِ الممنوعِ والمُمْتَنَعِ عنَّا نحنُ المُنْحَدرين بِقُوَّة الدَّفْع التِّلْقائي مِنْ رِبَاطِنا إلى مَسْقَطِنا.. نحو التلاشي.
يا عراقَ الشَّعْب، لقدْ تَشَعَّبَتْ حَوْلَك الآراء والأهواء والأهوال، وأنا في عُزْلَتي العربية أراك، بيْن القال والقيل، مُنشغلاً بِوَاقِعِ الحال الثَّابت والأثْرى من حسابات المُمْكِن والمَأْمول والمُستحيل. وما قَلَقِي -وهو قلقُ أمثالي الكُثْرِ من أحْفَاد بنِي الضَّاد- إلاّ على مَصير هذا القَدَرِ المُتَفَرِّد في كَوْنِك العَربي الأَوْحَد في الجَمْع بين التاريخ والطاقة، ولَعَلَّهما أخْطَر سِلاَحيْن يُشَكِّلان مصدرَ صُداعٍ لِكُلِّ مَنْ يَسْعَى إلى اخْتِزَالك واخْتِزالي واخْتِزالنا إلى مُجَرَّد "بَرَاغٍ" وزَيْت، في آلة العوْلَمةِ الطاحنة..
أياَ عراق، أياَ تاريخنا الإنساني حين يدفعنا قُضاة الحق الدولي إلى تذكُّر حمورابي، "جدّهم" الرّوحي الأوّل؟ ويدفعنا علماءُ اللغة إلى استحضار "بابل"، منبتُ اللغات ونَسْغها، ويُحِيلنا مبدِعُو العالَم وفنّانوه إلى استحضار جلجامش، صائد الأبد..
أياَ تاريخنا القومي، حين نستحضر المنصور بانيَ بغداد، والمأمون، بانيَ الثقافة..
أياَ تاريخنا الدِّيني، حين فتح الإيمانُ قلبَه لِهواء العقل، فكان الكِنْدِيُ والمُعتزلة..
أياَ تاريخنا الأدبي حين نستظل بعمالقة القوْل، من المُتنبّي إلى السيّاب..
أياَ فُراتنا العذْب ودِجْلتنا السّخية حين تزحف الصّحراءُ إلى صدورنا..
أياَ نفْطنا، حين يقْتدِي بالحِبر فننْهل منه قبل أن يركب البحرَ ويغتربَ..
وقدْ يتساءلُ المتفائلونَ: ما المانع إِذَنْ مِن أن نقِفَ معاً وقْفَةَ النَّخيل، ونصْنَعَ مِن وُقُوفِنا حِصْناً ومِنْ ظِلِّنَا واحَة؟ أن نقفَ معاً وقفةَ الأحياء فَيَنْعَمُ الأمواتُ مِنّا بالراحة؟ أن نقفَ معاً حتى لا يَغْدُو العراقُ رَسْماً دارِساً أوْ إِسْماً آخَرَ لِدَمْعٍ مُسَالٍ فوْقَ دَمِنَا المُرَاق منذُ يومٍ وَمنذ دَهْرٍ طويل؟
يا عراقَ القَلْبِ، لقَدْ انسدَّتِ الشّرايينُ فِـيَّ وفيناَ مِن شِدَّة التّوَتُّر الثَّوْرِيِ والعقائدِ المُسْتَفْحَلة باستِفْحَالِ شَقَاءِ لاَوَعْيِنَا الأخْرَقِ بذَاتِنَا... ولم يبْقَ مِنْكَ ومِنِّي ومِنَّا، مُنْفَتِحاً جُرْحاً، غَيْرُ كَرْبلاء لِكُلِّ بَلاَء، بات عليْنَا أنْ نَسْتَعْذِبَهُ...
يا عراقَ التَّعَب، لَمْ أَعُدْ أقْوَى على مَحَبَّتِكَ، فقَدْ شاخَتْ فِـيَّ مشاعِرِي نَحْوَكَ، ومثلُك لمْ أَعُدْ أقوَى على مُنْتَهَى الغَضَبِ. وأنتَ على الرَّغْم مِن ذلك الأبْقَى، فأنتَ البدءُ والأَزَلُ، إِنْ شِئْتَ، وأنَا الطَّلَلُ.
محمد الرفرافي
مارس 1998
RAFRAFI
Twitter: @rafrafi_med
17:57 Publié dans actu, En arabe, Histoire | Lien permanent | Commentaires (1) | Facebook | |
lundi, 21 mars 2016
Poésie gazouillée
Pour la #JourneeMondialeDeLaPoesie je consacre cette note à un florilège de tweets en arabe que j'ai écrits sur la poésie (@rafrafi_med):
تغريدات الشعر
#يوم_الشعر_العالمي
هنا بعض من تغريداتي عن الشّعر على مدى ثلاث سنوات مضت:
***
زمنُ السَّرد مُوازٍ لِزمن قارئهِ؛
زمنُ الشِّعر إمّا محفورٌ في زمن قارئهِ أو متصالبٌ معه.
***
الشعر في دمي بين الأكسجين والحديد. حين اختنق يتأكسد وحين أغضب يحمر، يتأذى من الضغط، ينزف مع الجرح ويقتات من السكر. القلب مطبخه والمخ صالونه.
***
بالألم أذهبُ إلى الشِّعر مُتوسِّلاً مَدَدَهُ، بالفرح أعود من الشّعر مُتوسّدا زَبَدَهُ.
***
الشّعر هو نقطة تقاطع التجارب والمعارف والفنون والخرافات والجنون، أو هكذا مفترضا أن يكون أو لا يكون.
***
إذا تخيّلنا الفنون على اختلافها من موسيقى ورقص ورسم ونحت وسرد ومسرح وسينما... الخ، زبائنَ في مطعم، فإن الشِّعر هو صاحب المطعم وطبّاخه ونادله.
***
طقوس_القراءة
أقرأ سرداً، فأبحث فيه عن الشِّعر؛
عِلماً، أبحث فيه عن فلسفة؛
فلسفة، أبحث فيها عن كل شيء؛
لكن حين أقرأ شعرا لا أبحث..أجد أو لا أجد.
***
نَرْجَسُ الشِّعر شفّاف وليس أبيض مثل الموت.. لهذا لا نُدرِكه بِحواسِّنا.. نُدرِكه بالصّمت.
***
ثنائيات:
الفِكْرُ يُصافِحك أو يَصْفعك.. الشِّعر لا يَظْهَر إلاّ لِكي يُعانِقَك.
***
أقول
في هشاشةِ الشّاعر قوّة الشِّعر
هشاشةُ الشّاعر إسمنت العالَم الذي لا يكفُّ عن الانهيار.
***
يأبى الشِّعر إلاّ أن يأتيني ضَيْفاً بثوبٍ فاخر، كملِكٍ يُحِبّ شَعْبه، مُتسلّلا إلى كوخيَ الفقير ولا أجد شيئا لائقا أقدّمُه له سوى أبجديتي.
***
أقول
الشِّعر طريقي بلا خارطة إلى حيث لا أدري، ولن أدري.. ولا أرغب في أن أدري.
***
أقول
أعْذبُ الشِّعْرِ، أقْرَبُهُ... إليك.
***
نسبة كلام الشِّعر إلى كلام النثر في هذا العالم هي مثل نسبة الغازات النادرة إلى غاز الآزوت، وهي الغازات الأنقى والأخف والأكثر ارتفاعا في الجو.
***
كيمياء الشِّعر:
استبطان مُتصوّف
+ حيرة فيلسوف
+ هذيان مَجنون
+ نعومة عاشق
+ دهشة طِفل
------------
= عُصارة شاعر
***
الشِّعر حليب البداية وصليب النهاية.
***
لا تبحث في الشِّعر عن فكرة أو حكمة أو معلومة أو نصيحة.. لأنّ الشِّعر كما العشق، هما مثل الماء، جُعِلا فقط للارتواء أو للسباحة أو.. للغرق.
***
والشعر أيضا هو ما كان وزْنُهُ ريشةً، ورَوِيُّهُ مِنقاراً، وبحرُهُ ما يراه النَّوْرَسُ.
***
الشعر أَعْشَبُ طريقٍ بين عُزلتيْن قاحلتيْن.
***
بالشعر يورِق الكلامُ في شجرة اللغة، وتَسقط القصيدة تفاحةً بفعلِ جاذبية القلب.
***
كلمات الشعر خلايا جِذعية في جسد اللغة.
***
الحديث عن الشعر كالحديث عن العشق.. لذيذ ومُنفلت مِثل ركْضِ صبيٍ في حديقة.
***
وأنت تقرأ شعراً لا تبحث فيه عن فكرة أو موعظة أو معلومة،
لو احتوى سوى ذلك، لما كان شعرا بل نثرا؛
الشعر، وكباقي الفنون،ينبوع دهشة وانفعال ومتعة.
***
أقول
إذا مزجتَ الشِّعر بالإيديولوجية
فالغلبة ستكون لهذه الأخيرة
تماما مثلما تَخلط بياضَ البيْضة مع صَفارِها
النتيجة ستكون خليطاً مُصْفرًّا.
***
اللغة عانس ما لمْ تتزوّج الشِّعر.
RAFRAFI
@rafrafi_med
14:06 Publié dans actu, Art, En arabe, Pensée | Lien permanent | Commentaires (0) | Facebook | |
lundi, 28 décembre 2015
Olivier Roy et le djihad
Olivier Roy: «Chez les jeunes anti-système, le djihad a remplacé le mythe de la Révolution»
Un entretien avec le spécialiste du monde musulman sur les jeunes Européens partant pour le djihad.
Par Jean-Dominique Merchet
Olivier Roy, 65 ans, enseigne à l’Institut universitaire de Florence. Philosophe de formation, très bon connaisseur de l’Afghanistan, il est l’auteur de nombreux ouvrages comme L’échec de l’Islam politique, L’Islam mondialisé ou La sainte ignorance. Il vient de publier un livre d’entretiens avec JeanLouis Schlegel, toujours aux éditions du Seuil, En quête de l’Orient perdu dans lequel il retrace son itinéraire. Un récit très vivant, souvent drôle, rempli d’analyses qui brisent les lieux communs sur le monde musulman. Passionnant.
La participation de deux Français, Maxime Hauchard et (peut-être) Mickaël Dos Santos, aux assassinats conduits par le groupe terroriste Daesh jette une lumière crue sur l’engagement djihadiste de jeunes Européens, en Syrie et en Irak. Selon le ministère de l’Intérieur, 1132 personnes originaires de France seraient impliquées dans ces réseaux, un chiffre en forte augmentation depuis quelques mois; 373 seraient actuellement en Syrie. Le nombre de morts atteint la centaine. Parmi ces djihadistes, on compte environ un quart de convertis et 20% de femmes. Il s’agit d’un phénomène international, avec environ 3000 jeunes Européens sur un total de 15000 volontaires étrangers. Cet engagement est sans précédent par son ampleur. Pour mieux le comprendre, nous avons interrogé Olivier Roy, directeur de recherches au CNRS et auteur de nombreux ouvrages sur le monde musulman.
Q: Vous faites une comparaison qui va en surprendre plus d’un : pour vous, les jeunes djihadistes s’apparentent aux militants de l’ultragauche des années 1970.
R: Depuis la fin du XIXe siècle, on observe en Europe un espace de radicalisation antisystème. Ce furent d’abord les anarchistes et l’on pourrait s’interroger sur le culte de la jeunesse pour le fascisme. A partir des années 1960, ce mouvement a pris une dimension générationnelle, que l’on a retrouvée avec la Gauche prolétarienne en France, les Brigades rouges en Italie et le groupe BaaderMeinhof en Allemagne. Au même moment (1971), il y a un mouvement comparable au Sri Lanka, qui s’est soldé par des milliers de morts. Cette radicalisation d’une partie de la jeunesse s’enracine dans l’idée qu’elle n’a plus de place dans le monde tel qu’il est et que la violence est à la fois inéluctable et positive. Qu’on se souvienne des maoïstes expliquant que le pouvoir est au bout du fusil ou l’image de combattant d’un Che Guevara ! On constate trois éléments de base : une impasse existentielle, la violence et l’internationalisation. On retrouve désormais les trois dans le phénomène djihadiste. Simplement, le djihad a remplacé la Révolution comme mythe. Ceux qu’on appelle des «barbares» sont dans le fantasme du redémarrage à zéro comme l’étaient les Gardes rouges de Mao ou les Khmers rouges. Des barbares, oui, mais cette barbarie est de chez nous.
Q: Le djihadisme serait donc leur nouvel, horizon révolutionnaire?
R: Les jeunes de ma génération –je suis né en 1949– étaient prêts à faire la Révolution n’importe où, en Bolivie ou au Yémen. Aujourd’hui, c’est pareil: ils cherchent le bon djihad et se moquent de l’endroit où ça se passe. On nous dit que c’est nouveau, mais pas du tout. Lionel Dumont était parti pour la Bosnie en 1995 et il y a eu toute une génération de djihadistes, certes moins nombreuse, qui est partie dans les Balkans, en Tchétchénie ou en Afghanistan. Ils ne sont pas de jeunes Beurs radicalisés par le conflit israélo-palestinien, comme on l’entend souvent. Aucun de ces nomades du djihadisme qui cherchent le pur combat n’est allé se battre en Palestine ou en Algérie. Ces conflits trop nationaux ne les intéressent pas: ils sont dans le global. C’est pour cela qu’ils adhèrent au salafisme, qui est une négation religieuse de toute culture particulière, toute ethnie, toute nationalité.
Q: Pourquoi ce mouvement surgit-il maintenant?
R: Il est le produit de la décadence d’Al-Qaïda. AlQaïda était un concept, sans base territoriale, et pour que ça marche, il faut des résultats. Or une fois que vous avez fait le 11 Septembre, soit vous trouvez la bombe atomique, soit vous finissez dans le minable, comme ce jeune Africain converti qui a égorgé un soldat dans les rues de Londres. Avec Daesh, c’est autre chose: il offre un formidable terrain de jeu à ces jeunes, c’est le jeu vidéo total dont ils sont nourris, l’aventure. Ils sont beaux, virils, avec leurs mitrailleuses lourdes sur leurs 4x4 chargeant leurs ennemis. Prenez les images des décapitations: cela n’a rien à voir avec le Coran, ce sont les mêmes mises en scènes que celles des narcos mexicains. Il y a, dans le djihadisme, une dimension romantique, la beauté du meurtre. On ne peut pas exalter le marquis de Sade, comme le fait une exposition à Paris, et faire comme si l’on ne comprenait pas cette beauté du mal! Lorsque vous êtes un jeune antisystème, entre quoi avezvous le choix? Le «comité invisible» et l’écologie dure, avec leurs textes illisibles et prétentieux d’hypokhâgneux boutonneux, ou le djihad. Avec Daesh, vous êtes sûr de faire la une des médias et de plaire aux filles, comme Che Guevara. La féminisation croissante des djihadistes traduit bien le fait qu’il s’agit d’un phénomène moderne.
Q: Que peut-on faire contre les jeunes djihadistes et notamment les nôtres?
R: Comme tout mouvement générationnel, il passera avec le temps. Mais en attendant, il faut cesser de les diaboliser, parce qu’à leurs yeux cela revient à les transformer en héros. Ce qu’ils veulent, c’est faire peur aux gens qui les ont humiliés ou ne les ont pas compris. Ils font la une des médias et un général américain dit qu’ils sont la plus grande menace actuelle. En faisant cela, on ne fait que leur dorer l’auréole! Au contraire, il faut les montrer pour ce qu’ils sont, des losers, des frustrés et des paumés. Mieux vaudrait aller voir ceux qui reviennent la queue entre les jambes, parce qu’ils n’ont pas trouvé là bas ce dont ils rêvaient. Ils n’ont pas supporté les réveils matinaux, les marches de 20km avec tout le barda, le fait d’être privé de leur jeu vidéo ou de nourriture! Et bien sûr, il y a ceux qui ont été sincèrement écœurés par la violence et le fanatisme.
Q: A vous écouter, ce djihadisme n’est pas un avatar radical de l’islam politique...
R: C’est justement la conséquence de l’échec de l’islam politique dans sa tentative de créer des États islamiques. Les Frères musulmans sont en échec: regardez ce qu’il se passe en Tunisie avec Ennahda qui a volontairement abandonné le pouvoir, perdu les élections, avalisé la constitution la plus laïque du monde arabe et se transforme en un parti conservateur ou démocrate-chrétien respectant la démocratie. Et en Iran, 35ans de République islamique ont donné naissance à la société la plus sécularisée du Moyen-Orient. Daesh, c’est donc l’oumma virtuelle et le projet impossible de donner une base territoriale à une utopie. Le califat est un concept qui suppose une expansion permanente et donc impossible. On n’imagine pas qu’il négociera un postefrontière avec les Kurdes; pour eux, cela n’a aucun sens. Daesh refuse de s’inscrire dans un État-nation, comme l’avaient fait les talibans qui se limitaient à l’Afghanistan. Tant que Daesh est en expansion, il attire les jeunes, mais sa logique l’entraîne à l’échec, parce qu’en pratiquant la terreur, comme le faisaient les Mongols, et en massacrant ses adversaires, il ne leur laisse pas d’autre choix que de le combattre.
Q: Daesh s’enracine toutefois dans un territoire bien réel…
R: Oui, et il bénéficie du fait que, pour la première fois depuis la chute de l’Empire ottoman en 1918, il n’y a plus aucun État dirigé par les sunnites dans le Croissant fertile. Sa zone d’expansion va de Tripoli, au Liban, aux quartiers nord de Bagdad. Le Liban est dirigé par une alliance de fait des chiites et des chrétiens, la Syrie par les Alaouites –qui ont abandonné le nationalisme arabe– et l’Irak par les chiites, majoritaires dans le pays, sans parler de la Palestine contrôlée par Israël. La solution politique est de réintégrer les sunnites arabes de toute cette région dans le jeu politique. En Syrie, cela ne peut se faire qu’avec le départ d’Assad et des garanties pour les Alaouites. Les Iraniens sont prêts à négocier. En Irak, compte tenu de l’héritage historique, il faut donner aux sunnites plus de poids politique, de l’ordre de 40%, que leur poids démographique (20%).
Q: Dans votre livre La sainte ignorance, vous décrivez le divorce entre la religion et la culture. Ce phénomène estil à l’œuvre dans le djihadisme?
R: C’est un phénomène global qui touche toutes les religions. Avec la sécularisation, les différentes cultures deviennent profanes et il n’y a plus de «croyants sociologiques». Il y a 50ans, en France, même les anticléricaux partageaient la culture catholique et connaissaient la religion. C’est terminé. Le religieux n’est plus enraciné dans la culture dominante et partout, la religion se reconstitue comme un système de normes, en se pensant comme minoritaire. On le voit avec le salafisme dans l’Islam, mais aussi avec JeanPaul II et Ratzinger chez les catholiques, avec les juifs ultra-orthodoxes, les évangélistes, et même chez les hindouistes en Inde. Dans cette situation, le croyant a le choix entre trois attitudes: revanchard pour tenter d’imposer ses normes à la société -c’est par exemple la Manif pour tous–; le choix de vivre en ghetto, de manière communautaire; enfin, l’idée apocalyptique que tout est foutu. On retrouve cela chez les djihadistes: le monde est pourri et je crains de l’être aussi. D’où la logique suicidaire à l’œuvre. Un chant fameux, un nasheed d’ailleurs très beau, entonné par les radicaux condamnés à mort sous Nasser, et repris par les djihadistes aujourd’hui, le Ghoraba, résume cela: «Nous sommes des étrangers sur la terre»
Source : L'Opinion
17:08 Publié dans actu, Pensée, Politis | Lien permanent | Commentaires (0) | Facebook | |